أغنية النوم العراقية الحزينة التي كانت تغنيھا الأمھات العراقيات للوليد تتذكر فيھا أحزانھا وغيبة الأحبة وخاصة إذا كان رب الأسرة غائباً وكيف تشعر المرأة بالريح وتعتقد إن حليلھا قد جاء وتبدي حزنھا عندما يكون صرير الرياح كاذبا ودائما ما تغنيها الام بلحن خفيف هادئ وهي تطبطب للطفل لتساعده على النعاس والنوم .
ويبكي أغلب الرجال عند سماع ھذه الأغنية لأنھا تذكرھم بأمھاتھم.
تبدأ مرحلة أغاني المهد (الدللول) من اليوم الأول من عمر الطفل وتستمر معه حتى الشهور السبعة الأولى تقريبا”، أي طول ملازمته للكماط (القماط) والكاروك (المهد). ويرجع عهدها إلى قدم وجود الإنسان في وادي الرافدين غير إنها مرت بمراحل تاريخية عديدة أكسبتها كل مرحلة منها طابعها الخاص وفق الظروف المحيطة بها .
ومما يؤكد ذلك فان الأم العراقية لا تزال تغني بهمهمات غير مفهومة ولا معنى لها وهذه الكلمات موروثة لدى الام العراقية خاصة وتمتد قدمها لابعد من فترة السومريين.
والحديث عن (الدللول) يعني الحديث عن ألأم العراقية، عن الدنيا وعن ما تتمناه ألأم لأبنها (ابنتها) عندما يشب ويكبر معبرة بذلك عن ما يجيش به قلبها الكبير من أرق العواطف وأسمى معاني الحنان والتضحية.
إن ظهور الحركة النغمية عند الإنسان اكثر قدما من ظهور اللغة، وبما إن الأم العراقية ترتل كلمة (لو) و (لو لو لو) عن طريق لسانها وبسرعة ثم تترنم بعدها بكلمة (لو لوا) أو (دللول) وتنشد وفق مزاجها الآني الذي يعبر عن وجودها الذي عاشته وتعيشه. إن هذا الأسلوب من الأداء النغمي يجعلنا أن نعتبر أغنية المهد (الدللول) من حركة نغمية تظهر آثارها على طباعها العام .
وعلى الرغم من إنها غنائية في جوهرها فان للكلمات والحركة التي تؤديها الأم والمنسجمة مع إيقاع الحركة الناجمة عن هز المهد أو هز رجل ألام عندما يكون الطفل مستلقيا” في حضنها مع الضربات الخفيفة التي تربت بها ألام بيدها على ظهر أو جنب وليدها .. كل ذلك له أهمية بالغة في تكوين هذه الترنيمة.
دلِلول يالوَلَد يا ابني دِلِلول
يُمَّه عدوَّك عَليل و ساكن الچول
يمَّه آنه من اگول يُمَّه يموت قلبي ولله يُمَّه
يُمَّه يحقلي لاصير دلَّي
ترى اطلق الدنيا وولِّي
يُمَّه على ظليمِتي من دون حلِّي
يُمَّه ھب الھوى وإصطكت الباب
ترى حسبالي يا يُمَّه خشَّت أحباب
يُمَّه أثاري الھوى والباب چذَّاب
خويا ماريد من جِدْرَك إغموس
ولله ولا اريد من جيبك فلوس
يابني يالولد يابني يا يُمَّه
يُمَّه ترى إبني واريد رباي منَّه
يُمَّه جبتيني للضيم يا حبيّبه يا يُمَّه
يُمَّه اتيات الطرف لاذلھم
ترى جيت أسأل غراب البين عنھم
يُمَّه اھلنا حموله إش ضل منھم
يُمَّ ه قلبي .. إي ولله گلبي
ترى مطرور إبْطَرْ اللوح گلبي
يُمَّه تمنيت طارِشْھُم يجيني
خويا وتسايله وتنام عيني
يُمَّه تسايله ويبطل ونيني