كان علي حسن المجيد، بصفته أمين سر مكتب تنظيم الشمال لحزب البعث العربي الاشتراكي، يتمتع بسلطة كاملة على جميع مؤسسات الدولة في المنطقة الكردية خلال الفترة من مارس/آذار 1987 إلى أبريل/نيسان 1989، بما في ذلك الفيلقان الأول والخامس من الجيش، ودائرة الأمن العام، والاستخبارات العسكرية. وشملت هذه الفترة التي وقعت فيها عمليات الإبادة الجماعية المعروفة باسم عمليات “الأنفال” ضد سكان المنطقة الأكراد.وكان من بين أوامره أمرٌ صدر في 20 يونيو/حزيران 1987 لقادة الجيش بأن “يقوموا بعمليات قصف عشوائية … لقتل أكبر عدد ممكن من الأشخاص الموجودين في … المناطق المحظورة”. وقد تكشفت عمليات “الأنفال” – التي تعود تسميتها إلى إحدى سور القرآن، وهي سورة الأنفال التي تتناول أحكام الغنائم المسلوبة من الكفار أثناء القتال – في الوقت الذي أوشكت فيه الحرب الإيرانية العراقية أن تضع أوزارها، بعد أن ظلت رحاها دائرة خلال الفترة من 1980 إلى 1988. وتحت قيادة المجيد، أسفرت عمليات “الأنفال” عن قتل أو “اختفاء” نحو 100 ألف من غير المقاتلين، واستخدام الأسلحة الكيميائية ضد غير المقاتلين في العشرات من المواقع، والتدمير شبه الكامل لممتلكات الأسر والمجتمعات المحلية، بما في ذلك البنى الأساسية الزراعية وغيرها في جميع أنحاء المناطق الكردية الريفية.” حتى إن علي الكيماوي” يصف أفعاله بنفسه في إجتماع لكبار المسؤولين العراقيين عام 1988، توعد فيه المجيد باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد الأكراد، متفوهاً بعبارات من قبيل: سوف أقتلهم جميعاً بالأسلحة الكيميائية! من عساه أن يعترض؟ المجتمع الدولي؟ فليذهبوا للجحيم، المجتمع الدولي ومن ينصت إليه! لن أهاجمهم بالمواد الكيميائية يوماً واحداً فحسب، بل سأواصل الهجوم عليهم بالمواد الكيميائية لمدة خمسة عشر يوماً.
0 347 دقيقة واحدة