كلنا نعلم أن حكومة الفاسدين والميليشيات لطالما بقت مستمرة في خرابها للعراق وسرقتها لخيراته لكن الدولة لطالما كانت ولا زالت هي الأساس وهي القائم وهي عمود الوطن.
هناك الكثير ممن لا يفرق بين مصطلحي الدولة والحكومة فأن الحكومة هي الطبقة السياسية الحاكمة المكونة من جميع السياسيين في جميع مناصبهم التشريعية والتنفيذية أما الدولة فهي كيان شامل وهي الأكبر والأوسع والأساس وهي كافة المؤسسات الأمنية والمدنية وغيرها إضافة إلى المواطنين وأن الحكومة ليست إلا جزءاً من الدولة.
تمثل الأجهزة الأمنية بكافة صنوفها العمود الأساس والقوة الضاربة الحقيقية للدولة والتي لولاها لما كانت هناك دولة لذلك وبعد أن تجذرت الميليشيات الولائية في كثير من مؤسسات الدولة بسبب الحكومات الميليشياوية والفاسدة المتعاقبة وبسبب النكبات الكثيرة التي مر بها بلدنا الحبيب بسبب نفس الحكومات هذه ومنها الحرب الأهلية الطائفية ومسلسل التفجيرات وبعدها الحرب ضد عصابات داعش الإرهابية .. بدأت الأجهزة الأمنية بالتعافي وإستعادة قوتها أكثر في الآونة الاخيرة مما أثار حفيظة وغضب قادة الميليشيات التي باتت تخسر الكثير والكثير من الجمهور الذي كان قد خدع بألاعيبها سابقاً وصدق بها والآن هو يكتشف حقائقها أكثر يوماً بعد يوم ويندم على ما فات من إعتقاده.
– كيف تحاول هذه الميليشيات أن تضرب عصفورين بحجر واحد من خلال ما تفعله ؟
أولاً يجب أن نفهم أن هناك ما يسمى بـ”التصعيد السياسي” أو ما نسميه “الإرهاب السياسي” ويحدث هذا عندما تكون هناك مهاترات وخلافات بين قادة الميليشيات بسبب تضارب في المصالح أو غيره حيث تبدأ بالتصعيد للضغط فيما بينها والذي يذهب ضحية اكل هذا هو المواطن.
التصعيد السياسي هو إحداث أفعال إرهابية كالتفجير أو الحريق المتعمد أو غيرها في المناطق أو البنى التحتية التي يمتلكها الخصم منهم أو يكون هو المسؤول عن أمنها أو إدارتها.
ثانياً ان هذه الميليشيات وخصوصاً بعد أن بدأت القوات الأمنية وأجهزة الدولة بإستعادة قوتها ونشاطها قد بدأت تشعر بالخطر المحدق بها جداً ولطالما بقت تحاول جاهداً من صنع فجوة وعدم ثقة ما بين المواطن والأجهزة الأمنية لكي تستطيع المحافظة على المركز الذي هي عليه الآن.
وهذا ما حدث اليوم في مدينة الصدر “مثلاً” وقد أخترنا هذا الحدث بإعتباره الأخير والأقرب .. فبسبب المهاترات والخلافات بين التيار الصدري وميليشيا كتائب حزب الله وبعض الميليشيات الأخرى في الفترة الأخيرة والذي تسبب بالكثير من الحرائق كان اليوم تفجيراً في سوق شعبي في مدينة الصدر.
– وهنا ممكن أن يتساءل أي أحد .. ما الذي يستفادونه من قتل المواطنين ؟
أولاً لأن التيار الصدري هو المسؤول عن أمن هذه المناطق وهنا يثار الشارع ضده وكذلك بقية الحوادث فهي ليثار الشارع ضد الجهة التي تلتزمها وهو نوع من الحرب السياسية أما طرد القوات الأمنية فهو الجديد تقريباً وآخر السبل التي تحاول الميليشيات أستعمالها فترسل منها عناصر متخفين بزي مدني لكي تأجج الشارع آنذاك ضد القوات الأمنية فور وصولها بحجة الفشل الأمني وهذه أسرع حجة يمكن أن تنطلي على المواطن البسيط الغير مطلع على العملية السياسية لكونه يعرف أن القوات الأمنية هي المسؤولة ولا يعلم ما خفي خلف ذلك كما وقد صرح أحد السياسيين اليوم مشيراً إلى أن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي كان مخطئاً في تغيير أبو علي البصري وتعيين آخر في منصبه “والذي قد حدث قبل أشهر” وفعلت الميليشيات كل ما بوسعها لكن لم تتمكن من إعادته إلى المنصب والذي كان يخدمهم كثيراً .. والقصد من هذه الإشارة هو الأستصغار بجهود وخبرة الأجهزة الأمنية مقابل العناصر الميليشياوية وبهذا تكون هذه الجهة قد ضربت عصفورين بحجر واحد وهو ضرب خصمها وضرب القوات الأمنية كذلك.
– ما الدليل على أن الميليشيات هي من تقوم بكل هذا وأن عصابات داعش الإرهابية هي من تتبناه في مواقعها ؟!
لقد نشرت بالأمس أحدى أهم الوكالات التابعة لميليشيا كتائب حزب الله وهي “صابرين نيوز” وثيقة على أساس أنها وثيقة أستخباراتية سرية مسربة تحتوي على معلومات حول نية عصابات داعش بالتفجير في العديد من مناطق العاصمة بغداد مع حلول عيد الأضحى المبارك وكانت هذه الوثيقة تحتوي معلومة تقول بأنهم سيجهزون الإنتحاريين في قضاء الطارمية والذي تم تمشيطه من قبل جهاز مكافحة الإرهاب قبل فترة بسيطة وحتى لو أفترضنا تجهيزهم هناك فكيف سيستطيع الإنتحاري الوصول إلى قلب العاصمة بغداد ؟
هذا وقد ذكرت الكثير من المصادر سابقاً مع الأدلة بأن وكالة أعماق لم تعد تابعة لعصابات داعش الإرهابية وقد أستولت عليها الفصائل الميليشياوية وبقت تستعملها لمثل هكذا عمليات وهنا أيضاً سنرفق لكم دليلاً قاطعاً حول هذا الأمر وهو مقطع فيديو يبين دعم بوت التواصل الخاص بوكالة أعماق على التلجرام لأحدى القنوات الداعمة للميليشيات.
دليل آخر على أرتباط وكالة أعماق بقنوات الميليشيات الولائية ومنها قناة الميليشيات ( صابرين نيوز ) حيث أدعت سابقاً زوراً بتبني تنظيم داعش الإرهابي لعملية إغتيال الخبير الأمني الأستراتيجي د. هشام الهاشمي للتغطية على ميليشياتهم الأجرامية التي قامت بالعملية وقبل أيام ظهرت حقيقة القاتل وهذا يثبت أن ميليشياتهم هي من تقوم بالعمليات الإرهابية وتنسبها لتنظيم داعش الإرهابي.