تواصلت المسيرات المنددة بـ” الإسلاموفوبيا” في كندا بعد جريمة دهس عائلة مسلمة يوم الأحد الماضي بمنطقة لندن في أونتاريو، وتعالت الأصوات المطالبة رئيس الوزراء جاستن ترودو بتنظيم قمة لتحديد الإجراءات الواجب اتخاذها لمكافحة الإسلاموفوبيا في البلاد.
ونظم الآلاف مسيرة -أمس الجمعة- دعما للأسرة الكندية المسلمة التي قتل 4 من أفرادها بعد أن دهسهم ناثانيال فيلتمان (20عاما) بشاحنة صغيرة أثناء خروجهم في نزهة مسائية بالقرب من منزلهم، ونجا فرد خامس من الأسرة وهو طفل عمره 9 سنوات.
وسار الناس بمنطقة لندن في أونتاريو نحو7 كيلومترات من المكان الذي لقيت فيه الأسرة حتفها إلى مسجد قريب من المكان الذي اعتقلت فيه الشرطة فيلتمان.
وحمل بعض المشاركين في المسيرة لافتات كتب عليها “الكراهية ليس لها مكان هنا”. كما نظمت فعاليات مماثلة بمدن أخرى في أونتاريو أكثر أقاليم كندا سكانا.
وأثار الهجوم غضبا في جميع أنحاء كندا مع إدانة سياسيين -من جميع الأطراف- هذه الجريمة؛ مما حفز دعوات متزايدة لاتخاذ إجراءات للحد من جرائم الكراهية وكراهية الإسلام.
خطر الإسلاموفوبيا
وتجمع أكثر من 100 شخص في باحة مجمع “بلاس دي زار” وسط مونتريال ـأحد أكبر المجمعات المخصصة للعروض الفنية والثقافية في كنداـ حدادا على أرواح ضحايا جريمة الدهس التي استهدفت عائلة مسلمة بسبب انتمائها الديني كما أكدت شرطة منطقة لندن.
وخاطب الإمام حسن غيّة -وهو من الشخصيات الإسلامية البارزة في مقاطعة كيبيك وسائر كندا- قائلا “آن الأوان للاعتراف بأن الإسلاموفوبيا هي آفة أيضا ويجب عدم الخوف من استخدام هذه الكلمة”.
وقال الإمام غية -أمام الحضور من أصول وأعمار وأديان مختلفة بينهم رجال دين مسيحيون ويهود- “إن هجوم لندن أعاد للذاكرة هجوم دام آخر استهدف المصلين في مسجد كيبيك الكبير في 29 يناير/كانون الثاني 2017، وأوقع 6 قتلى وتسبب بإعاقات دائمة لشخص سابع، وقد ذكرهم جميعا الإمام بالاسم، عدا الجرحى. وشدد غية أمام الحضور على أهمية التثقيف في محاربة الكراهية.
وتناوب على مخاطبة المشاركين في التجمع عدة أشخاص؛ من ناشطين في منظمات غير حكومية وسياسيين أو ممثلين عنهم، وقد نددوا جميعا بهجوم أونتاريو وأعربوا عن تضامنهم مع الكنديين المسلمين.
وطالبت منظمات مدنية مسلمة في كندا -أول أمس الخميس- رئيسَ الوزراء جاستن ترودو بتنظيم قمة من أجل تحديد الإجراءات الواجب اتخاذها لمكافحة الإسلاموفوبيا في البلاد.
جاء ذلك في رسالة وقعتها 53 منظمة مسلمة، ودعمتها جمعية الحقوق المدنية في مقاطعة “كولومبيا البريطانية” غربي كندا.
وجاء في الرسالة أن الهجوم -الذي وقع بمدينة لندن بمقاطعة أونتاريو في السادس من يونيو/حزيران الجاري- “كان مخططا له مسبقا، ويعتبر هجوما إرهابيا ذا دوافع كراهية، وقد استهدف عائلة مسلمة لم ينج منها سوى صبي يبلغ 9 أعوام”.
كما أكدت الرسالة “الحاجة إلى تغيير جذري على المستوى الفدرالي ومستوى المقاطعات والبلديات لمنع هجوم آخر من هذا النوع “.
وتطرقت الرسالة إلى مشاركة ترودو في قمة دول “مجموعة السبع” ببريطانيا، وقالت “نحث الحكومة الكندية على أن تستضيف بشكل عاجل قمة عمل وطنية بشأن الإسلاموفوبيا تجمع قادة من جميع مستويات الدولة، وعلى رسم خارطة طريق للمضي قدما لإنهاء العنف ضد المسلمين”.
ومثل منفذ الجريمة فيلتمان أمام المحكمة لفترة وجيزة أول أمس الخميس، وسيعود للمحكمة بعد غد الاثنين. ويواجه فيلتمان 4 تهم بالقتل من الدرجة الأولى وتهمة بالشروع في القتل. ووصف رئيس الوزراء الكندي الجريمة بأنها “هجوم إرهابي” وتعهد بشن حملة على الجماعات اليمينية المتطرفة وعلى الكراهية.