قال الملك : أيها الوزير لقد تكلمت الطاسه ، فماذا قالت ، وجم الوزير ونظر بتعب ، ولم يدري بماذا يجيب ، فالطاسة جماد ، لا يتكلم ولكن هل يجرؤ على قول هذا الى الملك . فلما طال صمت الوزير ، صاح الملك ،امهلك ثلاثه أيام تأتي لي بما قالت به الطاسة ، وإلا لك مني عقاب شديد ، عاد الوزير الى بيته مهموما حزينا ، ثم دخل غرفته واغلق على نفسه الباب وراح يفكر ، ولكنه لم يهتدي الى حلا ، او جواب مقنع ، وراح يتساءل ترى ماذا يقصد الملك بسؤاله ؟
هناك الجواب ولا شك يدور في راسه ، ولكنه لا يعرف ما هو صال جلوس الوزير في غرفته ، فقلقت عليه ابنه الوحيد قمر الزمان ، اقتربت من باب الغرفه ونقرت عليها ، بلطف قائلة ، استأذنك بالدخول ، اذن لها الأب بالدخول ، فقالت قمر الزمان لأبيها مضى عليك يوم وأنت في غرفتك ، كان الوجوم واضحا على وجه الوزير ، فأكملت بقلق قائلة : فماذا حدث يا أبي .
قال الوزير حدث امر جلل يا بنتي ، لقد طرح على الملك سؤالا صعب ومستحيل ، وامهلني ثلاثه أيام إن لم أجب عليه و إلا عاقبني عقاب قاسي ، قالت قمر الزمان وما هو السؤال يا أبي ، قال الوزير سقيته الماء في طاسة ، ولما اعاد الطاسه إلى مكانها ، قال له لقد تكلمت الطاسة فماذا قالت ضحكت قمر الزمان ، وقالت له انه سؤال ذكي وجوابه يجب ان يكون أذكى ايضا ، صح الوزير بلهفه وهل تعرفين الجواب يابنيتي .
قالت قمر الزمان طبعا ، قالت الطاسة ” صبرت على النار وتركت المطارق وبعدها وصلت الى المباسم ، وما من ظالم الا سيبلى باظلم “، وعلى الفور لبس الوزير ثياب ، وقصد مجلس الملك ثم نقل إليه الجواب كما قالت له ابنته ، اعجب الملك بالجواب الذي كان اذكى من السؤال ، ولكنه شك في أن يكون الوزير هو الذي اهتدي اليه وفي صباح اليوم التالي فاجأ الملك الوزير قائلا : أيها الوزير أريدك أن تاتي إلى مجلسي غدا لا راكب ولا ماشي ، وإن لم تحضر هكذا انفصلت من عملك وسيكون عقابك شديد و قاسي جدا ، نظر الوزير للطلاب المعجزه وانصرف من مجلس الملك مهموم .
و عندما وصل الى بيت استنجد بابنته قمر الزمان ، وحدثها عن طلب الملك ، فقالت وهذا ايضا حله هين يا ابي ، وفي صباح اليوم التالي احضرت قمر الزمان لابيها دابه صغيره ، فركب عليها و ذهب الى قصر الملك ، وهو راكب على الدابه و قدمه على الأرض ، سر الملك لحسن تصرف الوزير ودهاء حيلته ، فأقترب منه وقال له اعطيك الأمان من يقول لك ذلك يها الوزير ، قال الوزير انها ابنتي قمر الزمان يا مولاي ، قال الملك احضرها لي في الحال ولما مثلت قمر الزمان بين يدى الملك تعجب الملك بجمالها ، ولكن ذلك لم يمنعه عن اختبارها في سؤال معجزه تكون الأجابه عليه مستحيله .
فقال الملك ساتزوجك في الليل يا قمر الزمان واريدك ان تحملي منى في الفور ، وأن تلدي الليله ويكبر في ساعات و في الصباح يكون ملكا يجلس على عرشه يبتسم وبتسم إلى القمر الزمان ، وقالت قمر الزمان : امرك يا مولاي واقتربت من النافذه المطلة على جزء كبير من الحديقه ، وكانت لا زرع فيها ثم التفتت الى الملك ، وقالت اريدك يا مولاي ان تحرث هذه الارض الليله ، و تزرعها الليله وتقطف الزرع الليله واكل من ثمارها في الصباح ، تعجب الملك وصاح هذا غير معقول ، قالت قمر الزمان : كيف تريد مني اذا أن احضر لك ولد في الليل ويكبر في ساعات، وياخذ في الصباح ملكك ، سر الملك من جواب قمر الزمان ، ثم عقد قرانه عليها و أصبحت ملكة الى جواره وعاشا حياه سعيد.