أميرتي
وبعد وهلة زمنية يسيرة افتتح الباب وخرج أربعتهم وظاهر على ملامحهم الغضب الشديد، سألها “دوامينغ سي” بنظرة استغراب شديد علت وجهه: ما الخطب؟!
أمسكت بهاتفها وأخبرته بانفعال شديد: “أريدك أن تصلح لي هاتفي، فمن أتلف شيئا فعليه بإصلاحه”.
سار بعيدا عنها بنظرات تجاهل وتهكم كأنها لم تكن شيئا من الأساس، اشتعلت بداخلها نار الغضب من شدة تجاهله لها، ومن هنا بدأت القصة، قصة حب بنيران ملتهبة في قلب “دوامينغ سي” للفتاة الوحيدة التي أثارت جنونه بأفعال جريئة لم يعهدها من أحد قبلها.
تجنبته “تشانساي” ولكنها كانت تشعر بالضيق كلما نظرت إلى هاتفها المكسور؛ صادف اليوم التالي عيد مولد صديقتها “جان لي” فقامت بصنع كعكة خالية الدسم من أجلها وزينتها بطريقة مذهلة، وفي الصباح أخذتها إلى الجامعة معها لتحتفل معها، كانتا على السلم الخلفي تأخذان صورة سيلفي للذكرى ولمشاركتها مع الأصدقاء، حينها تعثرت “جان لي” وفقدت اتزانها فوقعت الكعكة المزينة من يديها لتسقط على وجه “دوامينغ سي” فيستثار غضبا وحنقا، وينظر في وجه الفاعل ليجدها نفس الفتاة التي أثارت غضبه مسبقا عند المقر، يهم قائلا: “ألا ترين، أم أنكِ عمياء؟!”
لم تجيبه “تشانساي”، فأمسك بيدها بقوة لدرجة أنه آلمها كثيرا مهددا إياها ومحذرا بألا تقترب من طريقهم مجددا، “تشانساي” لم تتفوه بكلمة واحدة ومنعت دموعها من السقوط أمامهم رغما وجبرا، هنا تتدخل “جان لي” فتعتذر لدوامينغ سي بأنها كانت هي السبب في ارتطام الكعكة به وتوسيخ ملابسه بها كليا وتسارع لتنظيف ثيابه، ولكنه بكل قوة يصدها بيده لدرجة أنها ترتطم رأسها بالجدار، ذهلت “تشانساي” من ردة فعله وطريقته في التعامل مع اعتذار صديقتها، ثار غضبها وانصب كليا عليه بكلمات قاسية ذات أثر قوي على نفسه: “صدقا أنا لا أصدق الغطرسة التي تمتلكها دونا عن غيرك، إنك حقا مغرور ومتكبر ولا ترى أحدا غير نفسك بأنانيتك هذه، بداية كسرت هاتفي ولم تعتذر أصلا، ومن ثم أحرجتني أمام جميع الحضور، وها أنت اليوم ترفض اعتذار صديقتي بكل وقاحة”.
نظر في عينيها بكل شراسة وأمسك برأسها وقربها من عينيه أكثر، تسارعت حينها دقات قلبها من شدة ما ألم بها من خوف، ولكنه لم يمسسها بسوء لم يقل لها إلا جملة واحدة: “يا لكِ من جريئة!”
كان لهوازي لي “من الأعضاء الأربعة” موقفا جميلا، لقد التقط بيده البطاقة التي ألحقتها “تشانساي” مسبقا بالكعكة المزينة لتهنئة صديقتها وأعطاها إياها وانصرف مع أصدقائه.
باليوم التالي جاءت “تشانساي” إلى الجامعة لتجد معلقا بمكانها الخاص ورقة الجوكر الخاصة بمجموعة الأصدقاء الأربعة والخاصة بلعبتهم الشهيرة “البريدج”؛ لم تستطع أن تتمالك أعصابها لذلك طلبت من صديقيها أنها ذاهبة بسرعة للتنزه لئلا يقلقان عليها، فصعدت سطح الجامعة وصرخت صرخة طويلة بأعلى صوتها وبعدها صارت تتمتم بكلمات بصوت مرتفع وكأنها تخاطب مجموعة الأصدقاء الأربعة: “إنكم حقا حمقى، عندما أتيت إلى هذه الجامعة لم أرد إلا الدراسة بشكل جدي فقط، لم أرد أن أدخل في تحديات أو أن يتنمر علي أحدا، ما الذي فعلته للأصدقاء الأربعة، أتمنى أن ينقطع عنهم اتصال النت من الأقمار الصناعية وأن يعانون من قلة اتصال أحبتهم بهم كما أعاني من ذلك، أتمنى ألا يجدوا أحبة من الأساس لكيلا يسأل عنهم أحد، أتمنى أن يتعثروا بطريقهم ولا يجدوا أحدا يأخذ بأيديهم….”
كانت تتحدث بصوت مرتفع ومستمر دون أن تأخذ نفسا أو تستقطع حديثها إلى أن فاجئها “هوازي لي” بوجوده على السطح أيضا وأنه يستمع لها، فسألها: “اكملي ماذا بعد لا أجد أحدا يأخذ بيدي عندما أتعثر في طريقي؟!”
أجابته قائلة: “هل ألاقي منك التنمر مثل صديقك؟”.
أجابها: “أنا لا أتدخل في شئون الناس مطلقا” وانصرف.
هل ستقبل “تشانساي” تحدي لعبة البريدج التي لا تعلم عنها شيئا على الإطلاق؟
وكيف سيتنمر عليها “دوامينغ سي” من جديد، وكيف هي حالتها آنذاك؟
تابعــــــــــــــــــــــــــــونا