قالت مجموعة علماء من جامعة موناش، إن تقنية حفظ المعلومات المعقدة التي استخدمها سكان أستراليا الأصليون منذ القدم، أكثر فعالية من طريقة “قصر الذاكرة” Memory palace الشائعة اليوم.
وجاء في استنتاجات التجربة التي نشرتها مجلة PLOS ONE، أنه لحفظ المعلومات الجديدة، يقوم سكان أستراليا الأصليون بتأليف سرد يصفون فيه النباتات والحيوانات وخصائص المنطقة، وهو ما يجعل بالتالي، المعلومات الضرورية للبقاء كجزء من التقاليد الشفهية المحكية. وغالبا ما يكرر السكان الأصليون سردهم هذا أثناء التعلم، مما يسمح لهم بتذكر عدد كبير من الحقائق بدقة وبسرعة.
وقام العلماء باستخدام طريقة مماثلة بمشاركة 76 من طلاب الطب الذين اضطروا إلى حفظ قائمة تضم 20 اسما باللغة الإنجليزية للفراشات (على سبيل المثال، hairstreak ، patch admiral ، copper، إلخ).
خلال التجربة، شكل العلماء ثلاث مجموعات لمقارنة فعالية طرق التذكر المختلفة. استخدمت الأولى طريقة السكان الأصليين الأستراليين، والثانية طريقة “قصر الذاكرة”. حاولت المجموعة الثالثة من الطلاب تذكر الأسماء دون استخدام أي طرق.
“قصر الذاكرة” هي طريقة كلاسيكية لتدريب الذاكرة حيث ينشئ الشخص روابط بين المعلومات التي يجب تذكرها في أماكن محددة داخل منزل أو قصر خيالي.
ولتكوين سرد باستخدام أسماء الفراشات، زار المشاركون في التجربة حديقة الصخور. قام المشاركون بتأليف قصة من خلال ربط كل اسم فراشة بعناصر من الحديقة، مثل حجر أو نبات أو لوح خرساني. استغرق هذا 30 دقيقة، وبعد ذلك بدأ الاختبار لمدة 15 دقيقة. حصل المشاركون على راحة لمدة 20 دقيقة قبل الاختبار النهائي.
وتبين في المحصلة، أن طريقة السكان الأصليين الأستراليين، هي الأكثر فاعلية في إعادة إنتاج قائمة الكلمات بأكملها بدقة في فترة زمنية قصيرة (أفضل بثلاث مرات من “قصر الذاكرة”). اتضح أنها مفيدة في حفظ دورة حمض الكربوكسيل، أي أنها مناسبة أيضا للذين يدرسون العلوم الطبية الحيوية، حيث من الضروري معرفة التسلسل الدقيق للتفاعلات الكيميائية الحيوية.
ومع ذلك، تبين من التجربة أن كافة هذه الطرق ليست مثمرة جدا للحفظ على المدى الطويل. تم نسيان المعلومات التي وردت، بشكل تدريجي عند عدم تكرارها، على مدار ستة أسابيع.